الليدي هاملتـون أســطــــورة العشـــــاق
( أعدك ياحبيبتي أن تكون هذه آخر معاركي الحربية .. فقد سئمت الحرب وعشقت الحب والسلام ))..
اللورد نيسلون مخاطبا لوحة تصور محبوبته " الليدي هاملتون "
لايخفى على أحد من متذوقي الفن التشكيلي اسم " الليدي هاملتـون "
التي خلدت صورها في لوحات أعظم فناني بريطانيا " Romney " ..!!
" Emmalyon " .. الجميله " إماليون " ..
الطفله الصغيره الفقيره تميزت بـ جمال سااحر فـ كانت دائما محط الأنظار والإعجاب
من الجميــع ... وما أن بلغت الرابعه عشره من العمر حتى بدأت التلاعب بشباب القريه
مزهوة بـ جمالها وفتنتهاالمبكـره !
الحقتها والدتها في بعض الاعمال لـ مساعدة عائلتها الفقيره ..
و عرفت معنى الكد والتعب والجـوع .. فـ عملت خادمه في منزل " الدكتور بد " ..
طبيب القريه وعندما رحل الى لندن رحلت معهم ..
في لندن بهرت " إيماليون " بحياة المدينه الغارقه في اللهو الصاخب !! ..
ففرت هاربه من مخدومها .. وعملت في إحدى المتاجر التي كانت بمثابة الملتقى للأسر الغنيه
وسيدات المجتمع .. فأصبحت تتودد لإحداهن .. حتى اختارتها وصيفة لها في قصرها الأنيق ...
دهشت " ايماليون " من حياة القصور المترفه ... فنصبت شباكها حول سيد القصر
الكابتن " جون بين " .. فـ وقع في غرامها وانجبت منه طفلتها الأولى ..
لم يكتفي طموحها عند هذا الحد .. فـ قد اهتمت بـ حضور الندوات في صالونات الفكر
ومعارض الفنانين لتصبح كسيدات المجتمع الارستقراطي ...
تنقلت " ايماليون " بعدها بين قصور عشاقها كـ ضيفه تبيع جمالها لمن يشتهيه ..
وكان اهمهم صديقها " تشارليز جريفيل " .. الذي استقدم لها الأسااتذه لـ تعليمها الموسيقى
واللغات وقواعد البروتوكول ... وفي احدى سهراته الدافئه التقت " إيماليون " بـ فنان بريطانيا
الأعظم " Romney " عااشق الجمال والباحث عنه دوما ليستمد منه ابداعاته .. فما ان نظر
إليها حتى راعه جمالها وفتنتها وقرر ان يستأثر بهذا الجمال وحده !!
بعد نهاية السهره همس " رومني " لـ " تشارلز " بأنه يريد " إيماليون " له ..
فرضخ تشارلز لـ أمره ..
صحب " Romney " الجميله " إيماليون " الى مرسمه صانع الإبداع العالمي المتألق ..
وفتح لها قلبه وعقله ووجدانه قبل ان يفتح لها صفحات التاريخ ..
كان كلاهما سعيد بالآخر .. هو فخور باكتشافه لـ هذا الكنز الثمين من الجمال الراائع
الذي خلده بلوحاته ..
وهي تزهو بالشهره المرتقبه والمجد المنتظر ..!!
فرابطة الحب تستعر في قلبها فكانت الداافع للعطاء وصدق الاداء في اعمال رومني ..
مرت ثلاث سنوات على علاقة الحب التي جمعتهم وانتج رومني خلالها خمسة وعشرين لوحه !! ..
صور فيها حبيبته " إيماليون " في مختلف الأوضاع ..
وتناقلت الصحف أخبارها وصورها حتى كادت ان تطغى شهرتها على شهرة رومني ..
وبعد هذه السنوات الثلاث شعر كلاهما بالملل .. فرحلت " إيماليون " وعادت الى صديقها "
تشارلز جريفيل " فاستقبلها بالرغم من انها لم تعد تحتل قلبه الا مجرد المتعه الجسديه ..
اثناء اقامتها عند " تشارلز " وفد اليهم زاائر هام وهو سفير بريطانيا لدى ايطاليا
" Sir William Hamilton " عم تشارلز .. وهو كهل انيق ورزين ويعتبر من رجالات انجلترا المرموقين ..
اعجب بهاا بشده فقرر ان يأخذها معه !!
فغادرت " إيماليون " برفقته الى نابولي .. وتزوجته ليصبح بعد ذلك لقبها " الليدي هاملتون "
اللقب الذي اشتهرت به في التاريخ ..
استثمرت " ايما " جمالها وشهرتها وذكاءها في كسب صداقة الكثيرين
من شخصيات المجتمع الإيطالي والاوربي بوجه عام ..
قام القائد العظيم الادميرال " لورد نلسون " بـ زياره مفاجئه لـ نابولي .. فاستقبله السفير "
هاملتون " وزوجته " إيما "
كان اللورد نسلون معروف برزانته وصلابته العسكريه وهذا مالم يعجب " الليدي هاملتون " ..!!
فقد بدأت بمحاولات للفت انتباه القائد العظيم .. فهذه فرصه لاتفوت
لتحقيق المزيد من الشهره والسلطه ..
اخيرا تمكنت من ايقاع اللورد في حبائلها بعد مرور خمس سنوات من لقاءهم لاول مره!! ..
فوقع في حبها واعلن الانفصال عن زوجته استعدادا للزواج من ايماليون ..
بينما السفير " هاملتون " مات كمدا بسبب ذلك !
سافرت " الليدي هاملتون " برفقة حبيبها في رحله الى جزيرة مالطه
لقضاء ايام ممتعه برفقة بعضهم ..
ايام ويعود نيسلون لبريطانيا ليقود معركه فاصله بين البريطانيين والفرنسيين ...
لـ تكون نهايته فقد لقي حتفه بعد حياه مليئه بالبطولات ..
اما " الليدي هاملتون " صدمت من الخبر وعاشت بعده في عزله ويأس قاتل فهربت الى فرنسا وهناك ..
في غرفة متواضعه احتضرت في ظلام الصمت الرهيب ...!!
تقول الاشاعات بأن اللورد نيلسون قد تورط في علاقته بالليدي هاملتون لدرجة أنه آثر الموت!!
فقد كتب في آخر رسائله اليها قبل موعد المعركه يقول :
..(( لو أني كنت أثاب على ماقدمت لبلدي من خدمات جليله وانتصارات مجيدة .. لطلبت كل ماأريد
وأشتهي .. ولحصلت على كل شئ أبتغيه .. ولكنني على البعد أودع حبيبتي " ليدي هاملتون "
وأدعها أمانة في ذمة ملكي ووطني ليوفروا لها مايكفيها ويزيد لكي تحيا حياة تناسب مركزها
ومقامها ومكانتها عندي ..! ))..
وقبل المعركة جمل اللورد صدره بكل مايملك من أوسمه !!! ...
ممايجعله هدفا وااضحا لرصاص الفرنسيين ...
وتمضي الأحداث والايام وتبقى صور الليدي هاملتون وحكاياتها مخلده
في المتاحف على يد الفنان
" Romney " والتي وضعته الظروف في طريقها فـ كانت بداية لتألقها وشهرتها ..
وهي في الواقع ليست إلا دمية جميلة يلهو بها العشاق وطالبوا المتعة العابرة ولولا ريشة الفنان
" Romney " التي صورت ملامحها لنا ..
لاندثرت سيرتها بين ركام السنين ..